أكذوبة بني الإسلام على خمس

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


بني الإسلام على خمس حقيقة يتم ترسيخها في دهن المسلم منذ نعومة أظافره لدرجة أنه أصبح يعتقد أنها أساس الإسلام و رسالة النبي محمد دون أن ينتبه أن شأنها شأن جل ما ورثناه عن التراث المذهبي مجرد كذبة لا يوجد لا حس و لا أثر عليها في نصوص القرآن
و لو بحثنا قليلا في عقائد الديانات الأخرى سنكتشف أن فكرة الأركان الخمسة ليست حكر على شريعة المذاهب المنتسبة للإسلام بل نجدها في كل من ديانتي الصابئة المندائية

أركان الدين الأساسية
التوحيد بالحي الأزلي واحد أحد ( سهدوثا ادهيي ) ، والصباغة والتطهر ( مصبتا وطماشا ) ، الوضوء والصلاة ( ارشاما وابراخا ) ، الصوم ( صوما ) ، الصدقة والزكاة ( زدقا )
و  السامرية 
تقوم عقيدة السامريين على أركان خمسة وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي:
1. وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل.
2. الإيمان بأن سيدنا موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة.
3. الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله.
4. الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين ومحجة قولبهم وهو الواقع مقابل جبل عيبال جنوبي مدينة نابلس.
5. الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.
فمن الواضح أنها فكرة مقتبسة بين الأديان إقتبسها أصحاب المذاهب بالخصوص من المندائيين تماما مثل ما إقتبسوا منهم الصلاة الخماسية
علمهم الصلاة تقيمونها مُسبحّـين لملك النور السامي ثلاث مرات في النهار ومرتـين في الليل.
وبطبيعة الحال هذه الأوقات مخالفة لأوقات الصلاة الحقيقية التي أمر الله بها جميع أنبيائه بما فيهم محمد عليه السلام كما سبقت الإشارة في موضوع
حيث نجد تطابق تام بين جل أركان المندائيين و أصحاب المذاهب في كل من الشهادة و الصلاة و الزكاة و الصيام و يبقى الإختلاف الوحيد هو الحج 
لكن لو قمنا بمقارنتهما  بأركان السامريين سنجد هذه الأخيرة أكثر منطقية و واقعية حيث شملت الإيمان بالكتاب و اليوم الآخر الذي نسيهما أئمتنا المبجلين ؟
فكيف يكون المؤمن مسلما دون الإيمان بالقرآن و دون الإيمان باليوم الآخر ؟!
فقد وضعوا أنفسهم هنا في مشكلة كبيرة ؟ طبعا سينكرون ذلك و يدعون أن من أنكر جزء من القرآن أو أنكر الآخرة فقد كفر لكن هذا يظهر فقط تناقض أقوالهم و رواياتهم و تشريعاتهم لأن من الناحية العملية و المنطقية لا يخرج من الملة سوى ترك أحد الأركان الخمسة التي زعموا أن الإسلام يقوم عليها 
فيمكنك أن تنكر الآخرة و تطبق ما جاء في الأركان الخمسة ليكرمك الله في الدنيا و تبقى على إسلامك ! رغم أن القرآن يؤكد
وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)  سورة المؤمنون
وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)  سورة الإسراء
و يمكنك أيضا أن تنكر جزء من القرآن و بعض أحكامه و أخباره و تبقى مسلما ! رغم أن القرآن يؤكد
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)  سورة النساء
هذا بالنسبة لأسس الدين الإسلامي التي تم تجاهلها من طرف مخترعي هذه الأركان فماذا عن الأركان نفسها ؟
لا شك أن الشهادة بالله و رسوله و الصلاة و الزكاة تعد من أسس الدين كيف لا و القرآن حث في عشرات المواضع على إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و توعد الممتنع عنهما و جعل ذلك من أبرز أسباب الدخول إلى النار
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)  سورة المدثر
لكن ماذا عن الحج و الصيام  ؟
فالحج عبادة جاءت مقترنة بظروف معينة و مقدرة المسلم على أدائها فكيف تكون من أسس الدين ؟ 
 إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)  سورة آل عمران
و إن كان هناك توعد لصاحب القدرة الممتنع عن الحج فإن الله تعالى قد ترك حرية الإختيار للمسلمين بين الصيام و فدية طعام مساكين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)  سورة البقرة
مما يؤكد أن الصيام مجرد عبادة ثانوية كما سبقت الإشارة في موضوع
فمن العبث و الجهل الكبير إعتبار الصيام أحدد اساس الدين التي لا يقوم الإسلام من دونها
فلم يبقى لنا من الأركان من حيث الأهمية سوى ثلاثة أركان أو بالأحرى إثنين الصلاة و الزكاة لأن ركن الشهادة ركن باطل و ناقص عند أصحاب المذاهب لأنه إقتصر على الشهادة بالله و برسالة النبي محمد فقط و تجاهل بقية الرسل و هذا ليس غريب على منطق أصحاب المذاهب البعيد كل البعد عن الحقيقة القرآنية
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)  سورة القصص
الذي إدعى أن الإسلام بدأ مع النبي محمد
صحيح مسلم
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ 
رغم أن القرآن قد ألزمنا بالإيمان بجميع الأنبياء و عدم التفريق بينهم أو تفضيل أحدهم على الآخرين
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)  سورة البقرة
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)  سورة البقرة
فالكل يعلم أن رسول أصحاب المذاهب هو محمد فقط و يتجلى ذلك بوضوح في أقوال أتباع أصحاب المذاهب الذين تم تلقينهم على هذه الفكرة فتجدهم يردون على اليهود و المسيحيين عندما يسبون الرسول محمد بمقولة لماذا لا تحترمون نبينا كما نحترم أنبياءكم ؟ فموسى بالنسبة إليهم هو نبي اليهود و ليس نبي المسلمين رغم أنه طلب من قومه أن يكونوا مسلمين و ليس يهود 
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)  سورة يونس
و عيسى بالنسبة إليهم نبي المسيحيين رغم أن أنصاره كانوا مسلمين و ليس مسيحيين 
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)  سورة آل عمران
فتراهم يقيمون الدنيا و لا يقعدوها إذا سب أحدهم الرسول و سخر منه مرددين عبارة أفديك بأبي و أمي يا رسول الله  بل يصل ببعضهم الأمر للعنف و القتل و في المقابل نجدهم لا يعيرون أي إهتمام يذكر عندما يتم سب و السخرية من بقية الأنبياء بل حتى الله تعالى يتعرض للسخرية و السب دون أن يحرك فيهم ذلك ساكنا مما يؤكد أنهم مجرد عقول و أجسام مبرمجة على الإيمان بأفكار معينة رغم بعدها التام عن النص و المنطق القرآني ففكرة الأركان فكرة باطلة حصرت الإسلام في العبادات و ألغت دور و مكانة المعاملات لذلك نجد جل أصحاب المذاهب يجتهدون في العبادات كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و فتراهم بمجرد الإنتهاء من أدائها يسارعون في السيئات و سوء معاملة بعضهم البعض و أكل أموالهم بينهم بالباطل و نقد العهود ألخ فهذه الأركان تجعلهم مسلمين ظاهريا كفار غليظي القلب عمليا على صورة سلفهم من مؤسسي المذاهب و الإسلام السياسي   

تعليقات