بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كيف علمت تفاصيل الصلاة عدد الركعات و السجدات و التشهد ألخ من القرآن يا منكر السنة ؟ سؤال لا يسأم أصحاب المذاهب خصوصا السنيون منهم من ترديده لإقامة الحجة على من ينكر سنتهم و ذلك في جل المواضيع و الحوارات رغم بعدها التام عن موضوع الصلاة ظنا منهم أن ذلك يعد نقطة قوة لمذهبهم و لكنه في حقيقة الأمر يبقى أحد أكبر نقاط ضعفهم التي تجلي بالملموس كذب وافتراء مذهبهم على كتاب الله و رسوله
و محاولة إثبات تفاصيل الصلاة المذهبية في القرآن كما يحاول أن يقوم به البعض عن طريق حسابات رقمية كأن الحاسبات الرقمية كانت متوفرة لدى المسلمين خلال القرون الماضية أو عن طريق لي عنق الآيات هو بمثابة السقوط في فخهم و الإعتراف بعبادتهم الكاذبة و جعل السنة حجة على القرآن الذي نزل تبيانا لكل شيء
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل
و تفصيلا لكي شيء
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) سورة يوسف
فكيف يكون تبيان و تفصيل لكل شيء و لم يحدد لنا حتى تفاصيل أكثر العبادات التي حثنا الله عليها في عشرات الآيات ! هذا ما حاول أن يوهمنا به أصحاب المذاهب بطعنهم الصريح في كتاب الله و إتهامه بالنقص لتبرير الحاجة إلى سنتهم
فهم إخترعوا هيئة معينة للصلاة بعدد معين من الركعات و السجدات و الحركات التي لم ينزل بها الله من سلطان ثم يطالبون الناس بالدليل عليها من القرآن كمن يطالب الناس بالدليل على شيء من إختراعه من كتب من قبله ! فالصلاة أبسط مما يتصور الناس و قد لخصها الله تعالى عندما كلم نبيه موسى عليه السلام في ذكره
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) سورة طه
فالصلاة إجمالا هي ذكر الله
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) سورة العنكبوت
و الهدف منها هو تذكر الله و عدم نسيانه و الإنغماس في الشهوات و المحرمات
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) سورة البقرة
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) سورة الحشر
فإذا قام شخص بدعاء ربه في مدة معينة فقد أدى الصلاة و قد تكون صلاته أقرب عند الله من صلاة الحركات المذهبية التي جعلت الحركات و الأذكار أهم من الخشوع نفسه فقد حولوا الصلاة لمجموعة حركات و أقوال روتينية قامت بإفساد معنى الصلاة الحقيقي لدرجة أن ترك أحدها يبطل الصلاة كاملة على حد قولهم فأصبح هاجس المصلي التركيز على عدم نسيان أحدها أكثر من حرصه على الخشوع نفسه
بينما الصلاة في حقيقة الأمر هي عبادة تركها الله تعالى مفتوحة بين العبد و ربه و قابلة للإجتهاد و لم يشترط فيها عددا معينا من السجدات و الركعات و ليت هذه الأخيرة إحتفظت بمعناها الحقيقي في القرآن فمفهوم الركوع تحول عند أصحاب المذاهب إلى حركة ترمز لقطع الرأس
وقد سأل رجل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : مامعنى مد عُنقك في الركوع؟ قال: تأويله, آمنت بوحدانيتك ولو ضربت عُنقي
هل هذه صلاة أم فيلم رعب !
الركوع الحقيقي صفة و ليس حركة و لم يحصره القران في الصلاة فقط بل جاء مقترنا بالزكاة أيضا
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) سورة المائدة
فهل يعقل أن تؤدى الزكاة في حالة إنحناء بالطبع لا فالركوع هو صفة مثل القنوت و الخشوع و يعبر به عن الرضى بحكم الله و نصيبه فتأدية الزكاة راكعا تعني تأديتها راضيا بحكم الله
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) سورة التوبة
و كذلك السجود فهو صفة تعبر عن الخضوع كما جاء في موضوع
و الوقوع أرضا أثناء الصلاة يأتي فقط كتعبير عن السجود و الخضوع لله و ليس هو السجود بحد ذاته
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) سورة الإنشقاق
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) سورة الإسراء
فهذه الآيات تؤكد أن الخرور جاء كتعبير عن السجود فهي لم تقل يسجدون للأذقان بل يخرون للأذقان سجدا و في نفس الوقت تذكر لنا أن الخرور جاء كتعبير عن الخشوع و هناك آية أخرى تبين أن الخرور يأتي كتعبير الركوع أيضا
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) سورة ص
و الملاحظ أن القرآن فصل كيفية الخرور أكثر من السنة نفسها فالخرور الحقيقي يكون للأذقان وهو عبارة عن سقوط من الأعلى إلى الأسفل كما جاء في مخلف الآيات
حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) سورة الحج
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) سورة النحل
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) سورة الأعراف
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سورة سبأ
أما الذقن فهو أسفل الوجه و الجزء الأقرب من العنق
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) سورة يس
إذا الخرور حسب القرآن الذي كان يقوم به الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب عند تلاوة القرآن عليهم هو السقوط التام للأرض حتى يلمس الذقن الأرض أو يقترب منها و هذا لا يتحقق سوى بلمس الجسد كله للأرض و هذا السجود نجده إلى يومنا هذا في كل من العقيديتين المسيحية و اليهودية عكس سجود السنة و الشيعة المقتبس من الديانة السامرية
خرور القرآن
خرور أصحاب المذاهب
فالسجود و الركوع و الخشوع و القنوت كلها صفات تتحقق أثناء إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و العبادة إجمالا و تبلغ ذروتها أثناء السقوط أرضا
فالصلاة القرآنية تحرص في المقام الأول على تحقيق هذه الصفات بين العبد و ربه و ذلك عن طريق قراءة و ترتيل القرآن في المقام الأول لأنه أساس ذكر الله
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) سورة ص
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) سورة ق
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) سورة المزمل
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) سورة الإسراء
و كذلك التكبير و التسبيح و الحمد و الإستغفار
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) سورة الحجر
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) سورة النصر
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) سورة الإسراء
و قد بين لنا الله تعالى في كتابه العديد من أسمائه الحسنى لندعوه بها
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) سورة الأعراف
و كمثال
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) سورة الأعلى
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) سورة الواقعة
و هنا لا يجب الإكتفاء بهاذين الإسمين كما يفعل أصحاب المذاهب في صلاتهم بل ذكر جميع الأسماء المذكورة في القرآن و ما أكثرها الواحد القهار العزيز الغفار الحي القيوم القوي العزيز الغفور الرحيم ألخ
فكل ما نسبوا تبيانه لسنتهم من أذكار و تفصيل للصلاة على حد زعمهم فهو موجود في القرآن الذي فصل كل شيء هم قاموا فقط بوضع هيئة لصلاتهم و حصروها في تفاصيل معينة لم ينزل بها لله من سلطان
فالصلاة هي ذكر الله بتلاوة القران بدون سور مفروضة كالفاتحة ودعاء الله ومن المستحب أن تضاف إليه بعض الحركات كالخرور أرضا
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) سورة الإسراء
مع الخشوع و الخضوع التام
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) سورة الإسراء
و ذلك بشكل تلقائي غير مبرمج