بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تحريف الكتب السماوية والدين بصفة عامة سواء عن قصد أو غير قصد محاولة دراسة كتب الله إنطلاقا من قناعات وأفكار مسبقة بدون أدنى دليل من النصوص عوض محاولة فهم النص كما أنزلت من رب العالمين
ويبقى أبرز مثال على هذه الظاهرة في زمننا المعاصر مبدأ إنكار وجود الترادف في القرآن الذي أصبح من المسلمات الغير قابلة للنقاش عند العديد من الباحثين وحجتهم في ذلك إستحالة شمول الخطاب الإلهي الدقيق والمعجز لما يصفونه بالحشو والضعف في البلاغة
أبرز خطأ إرتكبه دعاة هذه النظرية محاسبتهم للترادف إنطلاقا من قناعاتهم المعاصرة المبنية على التطورات اللغوية التي حدثت بعد حقبة تنزيل القرآن والتي ستستمر في التطور مع مرور الزمن دون الأخذ بعين الإعتبار بدائية المستوى اللغوي للقوم الذين نزل عليهم القرآن وبالتالي إعتقادهم بتنزيل الله تعالى لكتاب بلغة جديدة متطورة ومعجزة لمن عاصر زمن التنزيل وهو ما لم يشر إليه قط في النصوص بل على العكس لقد تم التأكيد على نزول القرآن بلغة القوم
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إبراهيم
بشكل مبسط وميسر للجميع
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
حتى يكون حجة على الناس وليس كتاب ألغاز لا تفك شفرة بعض كلماته إلا بعد قرون كما يزعم دعاة هذه النظرية بالذات
ولن نجد أي نص قرآني يتحدى مجتمع البعثة المحمدية بلغة القرآن بل جعل لغتهم الموروثة حجة عليهم سواء كانت تشمل الترادف أم لا فمثلا لو كان قوم الرسول يستعملون الترادف فلن ينزل الله تعالى في كتابه معاني جديدة للكلمات المترادفة حتى يلغي هذه الظاهرة مثلما لم يلغي ظاهرة اللفظ المشترك التي لا تختلف في شيء عن ظاهرة الترادف فمثلما يرى البعض عدم الدقة في اشتراك عدة ألفاظ في نفس المعنى هناك من سيرى عدم الدقة في اشتراك عدة معاني في نفس اللفظ بل هناك من سيذهب إلى الزعم بوجود تناقض في القرآن
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (15) سورة النور
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) سورة الأنعام
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) سورة النجم
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) سورة الشمس
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) سورة القصص
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) سورة يونس
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) سورة البقرة
قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) سورة الجاثية
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ (9) سورة القصص
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (86) سورة الكهف
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ (23) سورة الحشر
وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ (221) سورة البقرة
بطبيعة الحال لا نجد هنا أي إعتراض ولا إتهام للقرآن بالضعف في التبليغ لإستحالة إنكار ظاهرة اللفظ المشترك في القرآن
لكن الحقيقة أنه لا يوجد في لغة القرآن ترادف مطلق كما يزعم التراثيون بل أوصاف مختلفة لنفس الشيء ومن أبرز الأمثلة أسماء يوم القيامة
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) سورة القيامة
الوصف الذي يشير لقيامة الناس من الموت
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) سورة المطففين
الذي وصف أيضا بيوم البعث
لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ (56) سورة الروم
لبعثة الناس فيه من الموت
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) سورة المؤمنون
ويوم الفصل
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) سورة الدخان
لفصل الله فيه بين العباد
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) سورة السجدة
ألخ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غزارة اللغة التي اختارها عالم غيب السماوات والأرض لتبليغ رسالته الخاتمة ودقتها الشديدة وليس العكس كما يزعم دعاة اللاترادف الذين مهما حاولوا نفي الترادف في نصوص القرآن فإنهم لن يستطيعوا إنكار وصف القرآن لنفس الأشياء في نفس السياقات بأسماء مختلفة
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) سورة البقرة
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) سورة الأعراف
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) سورة النمل
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) سورة القصص
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) سورة العنكبوت
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (64) سورة الأعراف
ومع ذلك يصرون على قناعتهم وفكرتهم المسبقة التي تلزمهم إيجاد معاني جديدة لأبسط وأوضح الكلمات القرآنية وهنا تمكن خطورة الأمر ولعل أبرز وأشهر مثال على هذه الظاهرة والذي أصبح مترسخا كقناعة ثابتة لدى العديد من الناس الزعم بوجود إختلاف بين كل من القرآن والكتاب والذكر ألخ
فيصير القرآن مجرد جزء من الكتاب وليس كل الكتاب الذي أوحي للنبي محمد وحجتهم في ذلك وصف الله تعالى للقرآن بأنه هدى للناس
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ (185) سورة البقرة
عكس الكتاب الذي يحتوي على الجزء الغير قرآني الذي يعد هدى للمتقين فقط
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) سورة البقرة
نفس الشيء بالنسبة للتوراة والإنجيل
وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ (4) سورة آل عمران
اللذان لا يمثلان كل الكتاب الذي أوحي للنبيان موسى وعيسى بن مريم إدعاء يكذبه هذا النص من سورة الأنعام الذي وصف بوضوح كتاب موسى بأنه هدى للناس وليس للمتقين
قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ (91) سورة الأنعام
هذا ما يحدث عندما يتم فرض قواعد دخيلة على لغة القرآن كمبدأ اللاترادف الذي يمنع وصف المتقين بالناس رغم عدم منطقية الطرح من الأساس لأنه لن يهتدي أصلا من الناس إلا المتقين
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) سورة الزمر
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) سورة النمل
على خلاف لو إعتمدنا المفهوم الحقيقي لمصطلح الناس الذي يبقى وصف نسبي يطلق على أي فئة من الإنس كالمؤمنين برسالة النبي محمد
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ (13) سورة البقرة
حينها سيتبين أن مفهوم الناس في السياقات السالفة الذكر هم المتقين أنفسهم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) سورة البقرة
قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ (91) سورة الأنعام
وأن القرآن ليس بهدى لغير المتقين
وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) سورة النمل
من بين الإشكاليات التي تطرحها مثل هذه التصنيفات أيضا الزعم بعدم حفظ الله تعالى إلا للذكر المتمثل في الصيغة الصوتية المنطوقة للكتاب وليس للقرآن المتمثل في المعاني حسب تصنيفاتهم
إدعاء يكذبه واقع المصاحف التي بين أيدينا التي نجد بينها عشرات الإختلافات في النطق
رواية حفص : {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية قالون : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية ورش : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
والأخطاء في التشكيل
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) سورة الروم
غَلَبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْلَبُونَ (3) سورة الروم
والتي لا يمكن تصحيحها إلا من خلال إدراك المعنى الحقيقي للنصوص من خلال تدبر السياق وبالتالي فالعكس هو الصحيح فمعنى النصوص هو من سمح بحفظ كتاب الله من التحريف وليس صيغته الصوتية المنطوقة
فبعيدا عن هذه التعقيدات التي ما أنزل بها من سلطان وإذا أخذنا الأمور ببساطة ويسر
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
سيتجلى بوضوح أن القرآن مجرد وصف للوحي المقروء
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) سورة القيامة
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) سورة الإسراء
والكتاب مجرد وصف للوحي المكتوب
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (79) سورة البقرة
والذكر مجرد وصف يشير لتذكير الوحي بالله تعالى ودينه العظيم
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) سورة الغاشية
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) سورة البقرة
والفرقان مجرد وصف يشير إلى تفريق الوحي بين الحق والباطل
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ (64) سورة النحل
وصف ينطبق على كل ما يفرق بينهما
يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (41) سورة الأنفال
وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) سورة الأنفال
وتبقى جميعها أوصاف لنفس الوحي
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) سورة الأنبياء
المصطلح القرآني الغائب عن تصنيفات أصحاب هذه النظرية لأنهم لا يستطيعون نفي صفة الوحي عن بقية الأوصاف وهو ما سيجبرهم على الإعتراف بأن الوحي
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ (45) سورة الأنبياء
هو نفسه القرآن
وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ (19) سورة الأنعام
والكتاب
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ (2) سورة الأعراف
والذكر
أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ (63) سورة الأعراف
والفرقان
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) سورة الفرقان
حقيقية تتجلى بوضوح في مثل هذه النصوص
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) سورة ق
التي تصف بكل وضوح الذكر بالقرآن
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) سورة يس
والكتاب
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) سورة فصلت
وتبقى أخطر مظاهر اللاترادف على الإطلاق عندما يمتد الأمر للأحكام التشريعية كالحلال والحرام فيصير الحرام مباحا في حالات معينة بدعوى إختلاف مفهوم التحريم عن النهي
بحصر مفهوم الحرام في ما تم النهي عنه بشكل أبدي ومطلق وحصر مفهوم النهي في ما تم النهي عنه بشكل ظرفي تصنيفات مبنية على الظن ولا تمت بصلة لواقع النصوص التي إستعملت مصطلح التحريم للإشارة إلى النهي الظرفي للذين هادوا عن أطعمة معينة
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) سورة الأنعام
والذي إنتهى مع رسالة المسيح عيسى بن مريم
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ (50) سورة آل عمران
ولا علاقة للأمر بالأبدية التي تنطبق بالذات على كل ما تم النهي عنه في الرسالة الخاتمة سواء ارتبط بمصطلح التحريم أم لا في غياب أي رسالة جديدة يمكنها إلغاء ما تم النهي هي عنه قرآنيا والذي يرى فيه دعاة اللاترادف نهيا ظرفيا غير مطلق يمكن مخالفته في حالات معينة عكس التحريم لكن هنا أيضا يسقط هذا التصنيف أمام واقع النصوص القرآنية التي أباحت أكل المحرمات في حالات معينة
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) سورة البقرة
لكن بالنسبة لدعاة اللاترادف فلا يوجد في دين الله سوى 14 من المحرمات
ومن ادعى عكس ذلك فإنه يدخل في دائرة من قال عنهم الرحمن
وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) سورة النحل
رغم أن الخطاب هنا كان موجها لمشركي قوم الرسول الذين كانوا يخترعون أشياء لا تمت بصلة لما جاء في كتب الله السماوية
وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) سورة الأنعام
ومن سار على دربهم وليس من اعتمد مبدأ القرآن المبين الذي يربط بوضوح بين التحريم والنهي
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام
فلنأخذ على سبيل المثال النص الوحيد الذي ورد فيه مصطلح التحريم بالنسبة للربا
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (275) سورة البقرة
فمن الواضح أنه مجرد تذكير لتحريم سابق للربا لكن يبقى السؤال المطروح لدعاة اللاترادف هنا هو أين ورد مصطلح التحريم في القرآن من دون هذا النص ؟ بطبيعة الحال لا نجد سوى قوله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) سورة آل عمران
الذي اكتفى بالنهي عن أكل الربا دون استعمال مصطلح التحريم نفس الشيء بالنسبة لكتب الله السابقة
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161) سورة النساء
مما يثبت أن النهي الإلهي يعد تحريما ولو لم يستعمل الله تعالى مصطلح التحريم
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) سورة الإسراء
شأنه شأن الإجتناب
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) سورة الأنعام
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) سورة الحج
لكن بالنسبة للاترادفيين فالإجتناب والنهي شيئين مختلفين وكلاهما لا يعد تحريما وبالتالي فإن السرقة والتدخين والمخدرات والخمر ليسوا من المحرمات !؟
رغم إرتباط الخمر على سبيل المثال بمصطلحي الإجتناب والنهي معا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) سورة المائدة
فظاهرة إنكار الترادف في القرآن في طريقها لصناعة مذهب جديد لا يمت بصلة لدين الله في ظرف أصبح فيه المؤمنون في أمس الحاجة للتوحد والعودة لدين الله أكثر من أي وقت مضى
ويبقى أبرز مثال على هذه الظاهرة في زمننا المعاصر مبدأ إنكار وجود الترادف في القرآن الذي أصبح من المسلمات الغير قابلة للنقاش عند العديد من الباحثين وحجتهم في ذلك إستحالة شمول الخطاب الإلهي الدقيق والمعجز لما يصفونه بالحشو والضعف في البلاغة
أبرز خطأ إرتكبه دعاة هذه النظرية محاسبتهم للترادف إنطلاقا من قناعاتهم المعاصرة المبنية على التطورات اللغوية التي حدثت بعد حقبة تنزيل القرآن والتي ستستمر في التطور مع مرور الزمن دون الأخذ بعين الإعتبار بدائية المستوى اللغوي للقوم الذين نزل عليهم القرآن وبالتالي إعتقادهم بتنزيل الله تعالى لكتاب بلغة جديدة متطورة ومعجزة لمن عاصر زمن التنزيل وهو ما لم يشر إليه قط في النصوص بل على العكس لقد تم التأكيد على نزول القرآن بلغة القوم
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) سورة إبراهيم
بشكل مبسط وميسر للجميع
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
حتى يكون حجة على الناس وليس كتاب ألغاز لا تفك شفرة بعض كلماته إلا بعد قرون كما يزعم دعاة هذه النظرية بالذات
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (15) سورة النور
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) سورة الأنعام
فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) سورة النجم
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) سورة الشمس
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) سورة القصص
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) سورة يونس
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) سورة البقرة
قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) سورة الجاثية
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ (9) سورة القصص
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (86) سورة الكهف
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ (23) سورة الحشر
وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ (221) سورة البقرة
بطبيعة الحال لا نجد هنا أي إعتراض ولا إتهام للقرآن بالضعف في التبليغ لإستحالة إنكار ظاهرة اللفظ المشترك في القرآن
لكن الحقيقة أنه لا يوجد في لغة القرآن ترادف مطلق كما يزعم التراثيون بل أوصاف مختلفة لنفس الشيء ومن أبرز الأمثلة أسماء يوم القيامة
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) سورة القيامة
الوصف الذي يشير لقيامة الناس من الموت
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) سورة المطففين
الذي وصف أيضا بيوم البعث
لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ (56) سورة الروم
لبعثة الناس فيه من الموت
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) سورة المؤمنون
ويوم الفصل
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) سورة الدخان
لفصل الله فيه بين العباد
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25) سورة السجدة
ألخ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غزارة اللغة التي اختارها عالم غيب السماوات والأرض لتبليغ رسالته الخاتمة ودقتها الشديدة وليس العكس كما يزعم دعاة اللاترادف الذين مهما حاولوا نفي الترادف في نصوص القرآن فإنهم لن يستطيعوا إنكار وصف القرآن لنفس الأشياء في نفس السياقات بأسماء مختلفة
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) سورة البقرة
وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) سورة الأعراف
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) سورة النمل
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) سورة القصص
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) سورة العنكبوت
لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (64) سورة الأعراف
ومع ذلك يصرون على قناعتهم وفكرتهم المسبقة التي تلزمهم إيجاد معاني جديدة لأبسط وأوضح الكلمات القرآنية وهنا تمكن خطورة الأمر ولعل أبرز وأشهر مثال على هذه الظاهرة والذي أصبح مترسخا كقناعة ثابتة لدى العديد من الناس الزعم بوجود إختلاف بين كل من القرآن والكتاب والذكر ألخ
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ (185) سورة البقرة
عكس الكتاب الذي يحتوي على الجزء الغير قرآني الذي يعد هدى للمتقين فقط
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) سورة البقرة
نفس الشيء بالنسبة للتوراة والإنجيل
وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ (4) سورة آل عمران
اللذان لا يمثلان كل الكتاب الذي أوحي للنبيان موسى وعيسى بن مريم إدعاء يكذبه هذا النص من سورة الأنعام الذي وصف بوضوح كتاب موسى بأنه هدى للناس وليس للمتقين
قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ (91) سورة الأنعام
هذا ما يحدث عندما يتم فرض قواعد دخيلة على لغة القرآن كمبدأ اللاترادف الذي يمنع وصف المتقين بالناس رغم عدم منطقية الطرح من الأساس لأنه لن يهتدي أصلا من الناس إلا المتقين
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) سورة الزمر
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) سورة النمل
على خلاف لو إعتمدنا المفهوم الحقيقي لمصطلح الناس الذي يبقى وصف نسبي يطلق على أي فئة من الإنس كالمؤمنين برسالة النبي محمد
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ (13) سورة البقرة
حينها سيتبين أن مفهوم الناس في السياقات السالفة الذكر هم المتقين أنفسهم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) سورة البقرة
قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ (91) سورة الأنعام
وأن القرآن ليس بهدى لغير المتقين
وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) سورة النمل
من بين الإشكاليات التي تطرحها مثل هذه التصنيفات أيضا الزعم بعدم حفظ الله تعالى إلا للذكر المتمثل في الصيغة الصوتية المنطوقة للكتاب وليس للقرآن المتمثل في المعاني حسب تصنيفاتهم
رواية حفص : {19} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية قالون : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أشْهِدُوا خَلْقَهُمْ
رواية ورش : {18} وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ
والأخطاء في التشكيل
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) سورة الروم
غَلَبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْلَبُونَ (3) سورة الروم
والتي لا يمكن تصحيحها إلا من خلال إدراك المعنى الحقيقي للنصوص من خلال تدبر السياق وبالتالي فالعكس هو الصحيح فمعنى النصوص هو من سمح بحفظ كتاب الله من التحريف وليس صيغته الصوتية المنطوقة
فبعيدا عن هذه التعقيدات التي ما أنزل بها من سلطان وإذا أخذنا الأمور ببساطة ويسر
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) سورة الدخان
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) سورة القمر
سيتجلى بوضوح أن القرآن مجرد وصف للوحي المقروء
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) سورة القيامة
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) سورة الإسراء
والكتاب مجرد وصف للوحي المكتوب
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (79) سورة البقرة
والذكر مجرد وصف يشير لتذكير الوحي بالله تعالى ودينه العظيم
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) سورة الغاشية
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) سورة البقرة
والفرقان مجرد وصف يشير إلى تفريق الوحي بين الحق والباطل
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ (64) سورة النحل
وصف ينطبق على كل ما يفرق بينهما
يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ (41) سورة الأنفال
وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) سورة الأنفال
وتبقى جميعها أوصاف لنفس الوحي
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) سورة الأنبياء
المصطلح القرآني الغائب عن تصنيفات أصحاب هذه النظرية لأنهم لا يستطيعون نفي صفة الوحي عن بقية الأوصاف وهو ما سيجبرهم على الإعتراف بأن الوحي
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ (45) سورة الأنبياء
هو نفسه القرآن
وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ (19) سورة الأنعام
والكتاب
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ (2) سورة الأعراف
والذكر
أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ (63) سورة الأعراف
والفرقان
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) سورة الفرقان
حقيقية تتجلى بوضوح في مثل هذه النصوص
فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) سورة ق
التي تصف بكل وضوح الذكر بالقرآن
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) سورة يس
والكتاب
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) سورة فصلت
وتبقى أخطر مظاهر اللاترادف على الإطلاق عندما يمتد الأمر للأحكام التشريعية كالحلال والحرام فيصير الحرام مباحا في حالات معينة بدعوى إختلاف مفهوم التحريم عن النهي
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) سورة الأنعام
والذي إنتهى مع رسالة المسيح عيسى بن مريم
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ (50) سورة آل عمران
ولا علاقة للأمر بالأبدية التي تنطبق بالذات على كل ما تم النهي عنه في الرسالة الخاتمة سواء ارتبط بمصطلح التحريم أم لا في غياب أي رسالة جديدة يمكنها إلغاء ما تم النهي هي عنه قرآنيا والذي يرى فيه دعاة اللاترادف نهيا ظرفيا غير مطلق يمكن مخالفته في حالات معينة عكس التحريم لكن هنا أيضا يسقط هذا التصنيف أمام واقع النصوص القرآنية التي أباحت أكل المحرمات في حالات معينة
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) سورة البقرة
لكن بالنسبة لدعاة اللاترادف فلا يوجد في دين الله سوى 14 من المحرمات
وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) سورة النحل
رغم أن الخطاب هنا كان موجها لمشركي قوم الرسول الذين كانوا يخترعون أشياء لا تمت بصلة لما جاء في كتب الله السماوية
وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) سورة الأنعام
ومن سار على دربهم وليس من اعتمد مبدأ القرآن المبين الذي يربط بوضوح بين التحريم والنهي
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام
فلنأخذ على سبيل المثال النص الوحيد الذي ورد فيه مصطلح التحريم بالنسبة للربا
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (275) سورة البقرة
فمن الواضح أنه مجرد تذكير لتحريم سابق للربا لكن يبقى السؤال المطروح لدعاة اللاترادف هنا هو أين ورد مصطلح التحريم في القرآن من دون هذا النص ؟ بطبيعة الحال لا نجد سوى قوله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) سورة آل عمران
الذي اكتفى بالنهي عن أكل الربا دون استعمال مصطلح التحريم نفس الشيء بالنسبة لكتب الله السابقة
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161) سورة النساء
مما يثبت أن النهي الإلهي يعد تحريما ولو لم يستعمل الله تعالى مصطلح التحريم
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) سورة الإسراء
شأنه شأن الإجتناب
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) سورة الأنعام
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) سورة الحج
لكن بالنسبة للاترادفيين فالإجتناب والنهي شيئين مختلفين وكلاهما لا يعد تحريما وبالتالي فإن السرقة والتدخين والمخدرات والخمر ليسوا من المحرمات !؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) سورة المائدة
فظاهرة إنكار الترادف في القرآن في طريقها لصناعة مذهب جديد لا يمت بصلة لدين الله في ظرف أصبح فيه المؤمنون في أمس الحاجة للتوحد والعودة لدين الله أكثر من أي وقت مضى